مع التطور التكنولوجي والتقني الهائل فى شبكات الانترنت وانتشار الهواتف الذكية والكمبيوتر المتنقل زادت معدلات استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية نظرا لما تحتويه من تأثيرات بصرية وسمعية وحسية.. وفى إطار محور الصحة للهيئة العامة للاستعلامات نظم مركز النيل للإعلام بالسويس ندوة حول مفهوم الالعاب الإلكترونية وتأثيرها على صحة ابنائنا.
الندوة أقيمت بمركز شباب المدينةو حاضر فيها عدد كبير من الاساتذة والباحثين والمتخصصين في مجال المرأة والطفل وعلى رأسهم الدكتورة غادة محفوظ الكاتبة والباحثة فى مجال المرأة والطفل..كما شارك في الندوة اشرف الجمال الصحفى والإعلامى بالسويس.
واستعرضت دكتورة غادة محفوظ خلال الندوة التأثير النفسى والبدني للالعاب الإلكترونية وان هذا الألعاب سببت حالة من الإدمان للاطفال والمراهقين كما أنها تؤثر بشكل سلبى على الصحة النفسية حيث أدت إلى زيادة حالات التوتر والقلق والإكتئاب وقلة الثقة بالنفس بالإضافة إلى فقدان مهارات التواصل مع الآخرين والميل إلى الوحدة وضعف الإنتباه والتركيز وقلة التحصيل الدراسى.
وأشارت محفوظ إلى الخطورة الاجتماعية لالعاب الإلكترونية حيث يفرح الأهالى بتعامل صغارهم مع تكنولوجيا العصر بسهولة وتعملهم بعض مفردات اللغة الانجليزية غافلين عن كارثة تواصل أطفالهم مع أشخاص غرباء بعيدون كل البعد عن ثقافتهم وعاداتهم وأفكارهم مما يشكل خطر عليهم مع إمكانية استغلال صغر سنهم.
كماعرضت دكتورة غادة جوانب من دراسة لطبيب الأعصاب والباحث الامريكي ماثيو ووكر، والذي أكد من خلالها أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة يؤثر بشكل كبير على مقدرتك على الخلود للنوم، حيث ان الضوء الازرق الموجود في شاشات الهاتف او التابليت، قد يؤثر على إفرازات المخ التي تساعد أجسامنا على الخلود للنوم، وقد حذر ماثيو ووكر من اختلالات النوم عند الطفل، حيث أنه قد توصل عبر دراساته على مدار عشرين عام، إلى أن النوم هو الحدث الأكثر تأثيرًا في قدرات الطفل الإبداعية وتطور قدراته الحركية.
وعرضت محفوظ طرقا عن كيفية حماية أطفالنا من مخاطر السوشيال ميديا؟
حيث أكدت إنه في البداية لا بد من شرح كافة الامور التي قد يصعب على الطفل فهمها، مع متابعة حساباته لحمايته من المتنمرين،مع ضرورة شرح من هو الشخص المتنمر، حتى أجنبه شعوره بالحزن نتيجة التعرض للانتقادات التي تكون في غير محلها.
وقالت أنه يجب تحديد ساعات واضحة لاستخدام الطفل للتاب أو الموبايل ، فيجب ان يكون هناك جدول واضح للاستخدام اليومي، لا يزيد عن عدد محدد من الساعات، وفي اوقات محددة من اليوم، ويفضل الا تكون قبل التوجه للنوم مباشرة.
كما أكدت ضرورة التحدث باستمرار مع أولادنا حتى نكون على دراية بحالتهم النفسية وقدراتهم على التواصل ، ولابد من تحديد الوقت المناسب للتدخل في حال حدوث أي تغيير ملحوظ على حالة الطفل.
وشددت دكتورة غادة على صرورة مشاركة أطفالنا للمواد المفضلة لديهم على السوشيال ميديا كالفيديوهات وهو أمر يسهم في إحساس طفلك بانك صديق له وليس ولي أمره ،مما يكون له أثر كبير جدا في طمأنة الطفل وتعزيز ثقته.
وأشارت غادة محفوظ إلى أن الدولة لها دور كبير في هذا الأمر من خلال مايلي..
• تدشين مؤسسة إعلامية مصرية مخصصة للطفل المصري.
• إعداد برامج تعليمية ممنهجة للأطفال في المدارس على أيدي متخصصين على أن تراعي خطط هذه البرامج إعداد الأحصائيات بصفة دورية لمتابعة ما تم إنجازه وما هو في حيز التنفيذ .
• إذا لم تتمكن منظمات المجتمع المدني من توفير دعم مادي لقضايا الطفل المختلفة ، فليس هناك أقل من أن تقوم هذه المنظمات بدورها المنوط بها في توعية المجتمع بحقوق الطفل وذلك من خلال حملات اعلامية تُطرح فيها ما قد يواجهه الطفل المصري من تحديات وكيفية التغلب عليها .
• الجمع بين عنصري الشباب والخبرة في الهيئات والمؤسسات التي تتعامل مع الطفل المصري ، فنحن الآن في عصر التاتش ، ولهذا يجب أن يكون صانعوا القرار في قضايا الطفل على إلمام تام بكل تقنيات العصر الحديث .
• رجال الدين لهم اليد العليا في تنشئة الأطفال على القيم والمبادئ ، فالوازع الديني للطفل خير ضمان لعدم تعرضه لأي أفكار متطرفة أو هدامة .
ووجهت محفوظ بصفتها باحثة متخصصة في شئون المرأة والطفل كلمة أخيرة للأباء والأمهات طالبت من خلالها بضرورة وجود لغة للحوار الأسري يغلب عليه الطابع التربوي الرقيق بعيدا عن صراخ الأمهات وعنف الأباء ، فيجب على المجتمع بأسره أن يخرج من هذه الدائرة المغلقة التي يجري فيها الآباء خلف أبنائهم بالعصا ، وأن يتحرروا من الأفكار العقابية العدائية وليضعوا نصب أعينهم مقولة الإمام علي كرم الله وجهه ” لا تحملوا أولادكم على طباعكم ، فإنهم قد خلقوا في زمان غير زمانكم ” .
موضوعات متعلقة…
الأهلي يدك فيوتشر برباعية نظيفة بالجولة 24 للدوري المصري