تستعد الأندية الكويتية، لدخول تجربة «دوري المحترفين» في خطوة إيجابية، لكن من الضروري مراجعة تطبيق هذا الملف في دول الخليج العربي وآسيا قبل تطبيقه بالشكل الصحيح والسليم، والذي يتوافق مع أسس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويساهم في تطور الكرة الكويتية.
وبالنظر إلى تجربة تطبيق دوري المحترفين في سلطنة عمان قبل عامين، تراجع اتحاد الكرة هناك عن إطلاق دوري المحترفين على دوريه، بعد 4 مواسم من إطلاق هذا المسمى، وجاء هذا القرار بناء على فشل تطبيق الاحتراف بالصورة المطلوبة والرسمية، وعدم إيجاد آليات بديلة لتطبيقها على أرض الواقع، كذلك غياب الدعم المالي وتفريغ اللاعبين كانا «رصاصتي» رحمة لإنهاء تلك التجربة.
وإذا ما قارنا ما حدث هناك بما يجري هنا، فسنجد أن الأمور تتشابه بصورة كبيرة، فهناك أندية تعاني الديون، وكذلك لا تمتلك أسس تطبيق الاحتراف، وأيضا مشكلة تفريغ اللاعبين تبدو «معضلة»، يجب أن تجد لها قوانين مناسبة لتطبيقها حتى يستطيع اللاعب إعطاء كل وقته لناديه دون أن يفكر في مستقبله الوظيفي.
وهذا الأمر على وجه التحديد ما زال عائقا في بعض الدول، التي طبقت سياسة دوري المحترفين، ومنها الإمارات التي انطلق دوريها بهذا النظام منذ موسم 2008 ـــ 2009، لكن التفرغ لم يطبق على جميع الأندية، واتضح ذلك جليا بتصريح الجزائري مجيد بوقرة، مدرب نادي الفجيرة الإماراتي، الذي تلقى خسارة ثقيلة أمام العين الإماراتي بسباعية 26 أكتوبر الماضي، والذي كان في قمة استيائه، مبررا أن أحد أسباب الهزيمة عدم تفرغ اللاعبين للفريق والتدريبات بسبب ارتباط عدد منهم بالعمل في وظائف حكومية.
وينعكس تطبيق دوري المحترفين بشكل صحيح على المنتخب الوطني ومشاركاته الخارجية، كذلك الأندية المحلية التي سيكون بمقدورها العودة الى دوري أبطال آسيا بعد سنوات قضتها في كأس الاتحاد الآسيوي التي تعد ضعيفة فنيا.