العداءات التاريخية شعار الأندية الإنجليزية، سواء على الصعيد الكروي وغير ذلك، ولم تعد الكراهية مقتصرة على الديربيات أيضا، ولكن امتد للمدن المجاورة، ولم يكن غريبًا حالةالعداء التاريخية بين ليفربول ومان يونايتد التي امتدت لسنوات عديدة سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، وامتد الأمر لمستوى اللاعبين والجماهير، لحجم المنافسة التاريخية بين الناديين.
يمتلك كل من ناديي مانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزيين كراهية كبيرة بين جميع الأطراف، سواء على مستوى اللاعبين أو مستوى الجماهير، وذلك نظرًا لحجم التنافس التاريخي بينكلا الفريقين على الهيمنة على تاريخ الكرة الإنجليزية.
121 لقبًا يتقاسمها الفريقان بواقع 62 ليونايتد و59 لغريمه ليفربول. ليس هذا فقط هو سبب العداء الذي يمتد لما هو أكبر من ملاعب كرة القدم، لعداء كبير وتاريخي بين مدينتي ليفربول ومانشستر منذ عصر النهضة الصناعية.
البداية كانت في نهاية القرن التاسع مع بداية عصر صناعة المنسوجات القطنية بمانشستر والتي كانت تعتمد على ميناء مدينة ليفربول في استيراد المواد الخام، ووجد التجار أنفسهم يدفعون أموالا طائلة من أجل وصول هذه المواد، فاتفقوا على شراء قطعة طولية من الأرض تربط بين مانشستر وسالفورد، وقاموا بحفر قناة ملاحية جنوب ليفربول، بحيث تبحر فيها السفن إلىمانشستر مباشرة دون الحاجة إلى التوقف في ليفربول.
واقعة حفر القناة حدثت على خلفية التنافس بين المدينتين- الفاصل بينهما 56 كيلومترا- على لقب أهم مركز اقتصادي وصناعي في غرب إنجلترا أثناء فترة الثورة الصناعية، واعتمدت مانشستر فيه على كونها مدينة صناعية مهمة، واعتمدت ليفربول على كونها مركزا بحريا، والتكامل بين المدينتين في هذين النشاطين جعل من حفر القناة نوعًا من المخالفة للاتفاق الضمني، وبعد إتمام تشغيل القناة ودخولها في مرحلة العمل تسبب الأمر في أزمة كبيرة بين عمال الموانئ، وارتفعت نسبة البطالة في ليفربول، وبعد ثلاثة أشهر فقط من ذلك الوقت جاءت المباراة الأولى في تاريخ ديربي شمال غرب إنجلترا بين مدينتين ترى كل واحدة في الأخرى خصمًا لها، فامتزجت عداوة الكرة مع العداوة السابقة منذ اللحظة الأولى، خاصة أن المباراة كانت الفاصلة في تحديد مصير هبوط اليونايتد «اسمه القديم نيوتن هيث» إلى دوري الدرجة الثانية.
ووصل العداء التاريخي إلى اللاعبين، ففي رحلات المنتخب الإنجليزي كان لاعبو اليونايتد يأكلون على طاولة، بينما يجلس لاعبو ليفربول على طاولة أخرى.
وامتد الأمر للصراع على زعامة الكرة الإنجليزية لتزيد الكراهية بين فريقي مان يونايتد وليفربول، فكل من جماهير الفريقين يرى نفسه الأفضل على مستوى الكرة الإنجليزية سواء محليًّاأو قاريًّا، حيث تمكن فريق مدينة مانشستر من الحصول على 20 لقب دوري محلي، بينما تمكن فريق مدينة ليفربول من الحصول على 18 لقبًا محليًّا.
أسوأ مشاهد العداء تمثلت في غناء جماهير يونايتد بهتافات تسخر من الضحايا الـ96 من جماهير ليفربول الذين سقطوا في مأساة هيلسبورو عام 1989، لترد بعض جماهير ليفربول بالسخرية من ضحايا مأساة طائرة ميونيخ التي راح ضحيتها 8 من لاعبي مانشستر يونايتد عام 1958.